تقارير

تعرف على اهرامات مصر تاريخها ومميزاتها

تقرير: آية يوسف

 

تقع جميع الأهرامات المصرية بالقرب من القاهرة، وتتركّز كلها تقريبًا في جنوب القاهرة على بُعد 60 كم منها، وتحديدًا باتجاه الغرب من الضفة اليسرى لنهر النيل، حيث تتوزّع الأهرامات ضمن مجموعة من المقابر الكبيرة، والتي تنتشر على امتداد مناطق القاهرة المُختلفة من شمالها إلى جنوبها، ومن هذه المناطق: أبو رواش، والجيزة، وزاوية العريان، وأبو صير، وسقارة، والليتش، ودهشور، ويُشار إلى أنّ عدد الأهرامات الملكية يصل إلى 54 هرمًا.

الأهرامات المصريّة هي قبور ملكية بنيت على مدار 2700 سنة بدءًا من عصر الدولة القديمة وحتى أواخر العصر البطلمي، وقد بدأ بناء الأهرامات في عصر الأسرة الحاكمة الثالثة وانتهى في عصر الأسرة السادسة؛ وذلك في الفترة (2686 – 2325 ق. م)، ولم تكن الأهرامات آنذاك هياكل معزولة، وإنما كانت جزءًا من مجمع معماريّ.[٢]

اعتقد المصريون القدامى أن الملوك قد تم اختيارهم من قِبل الآلهة ليكونوا وسطاء بينهم وبين الناس على الأرض، لذلك كان من مصلحتهم الحفاظ على جثة الملك سليمة حتى ما بعد وفاته، حيث ساد الاعتقاد قديمًا بأن جزءاً من روح الملك والمعروف باسم “كا” يبقى مع جسده، وحتى تتم رعاية روحه بالشكل الصحيح، وقاموا بتحنيط جثث الملوك، ودفن كل ما يحتاجونه معهم في الحياة الآخرة؛ كالأوعية الذهبية، والطعام، والأثاث، وغيرها، بالإضافة إلى بناء الأهرامات باعتبارها مقابر لهؤلاء الملوك.

استخدم الحجر الجيري في بناء أساس الأهرامات، كما استخدم بأفضل جودة منه في بناء الطبقات الخارجية لتلك الأهرامات، كما تم استخدام مواد أخرى، كالجرانيت الوردي والذي استُخدِم في بناء الجدران الداخليّة، والبازلت الذي تمّ استخدامه في بناء الأرضيّات، كما استخدم الجرانيت والبازلت في بناء قمة الهرم، والذي كان يُطلى أحيانًا بالذهب.

اما العمال فقد استخدموا أدوات مختلفة؛ للتمكُّن من تكسير الكتل؛ كالمعاول، ومطارق الجرانيت، والأزاميل النحاسيّة، وبعد تكسيرها يتمّ نَقْلها إلى أماكن البناء من خلال مراكب في النيل، أو بواسطة دعامة مُشحّمة؛ وهذا ما أكَّدته إحدى المنحوتات الموجودة في مقبرة قديمة؛ حيث ظهر فيها تجسيد لمجموعة رجال -173 رجلًا- وهم يسحبون الحجارة بواسطة دعامة مُشحّمة، كما أنّها رُفِعت إلى الأعلى بواسطة سلالم مصنوعة من الطوب ومغطا بالشمع
من اشهر اهرامات مصر
هرم خفرع:
يُعتبر هرم خفرع ثاني أكبر هرم من أهرامات الجيزة الثلاثة بعد هرم خوفو، حيث دُفن فيه الفرعون خفرع، ويشتهر هرم خفرع بوجود تمثال أبو الهول كجزء خارجي منه، ويقع الهرم على بعد 160م جنوب غرب الهرم الأكبر، بمساحة قاعدة تبلغ 210.5 مترًا، وبارتفاع يصل إلى 135.5 متر.
يُشار إلى أنّ الهرم يبدو من الوهلة الأولى أكبر من هرم والده الملك خوفو وذلك لارتفاع الأرض التي بُني عليها، ولا تزال قمّة الهرم تحتفظ بهيكلها الخارجي من الحجر الجيري، كما يُمكن تمييز التصميم المُميّز للمعبد الجنائزي من الجانب الشرقي للهرم بكل وضوح.
الهرم المدرج للملك زوسر:
يُعدّ هرم زوسر أقدم هرم موجود في مصر القديمة، وقد شُيّد لدفن الفرعون زوسر في القرن 27 قبل الميلاد.
يقع شمال غرب المدينة المصرية ممفيس، ويصل ارتفاع الهرم إلى 613 مترُا تقريبًا، وبُني كغيره من الأهرامات من الحجر الجيريهرم خوفو:
يُعرف باسم الهرم الأكبر في الجيزة؛ إذ يُعدّ الأكبر حجمًا ضمن الأهرامات الثلاثة الرئيسية في الجيزة، وهو الهرم الوحيد الذي صُنّف كإحدى عجائب الدنيا السبع للعالم القديم، ويُمثّل قبرًا للفرعون خوفو، ويذكر المؤرّخون أنّ بناء الهرم احتاج إلى 100,000 رجل للعمل على مدار 3 أشهر من كلّ عام.
استغرق بناؤه ما بين 10 وحتى 20 عاماً، ويُحيط الهرم بالعديد من الصروح الرئيسية، وتشمل: 3 أهرامات تخصّ زوجات الملك خوفو، ومعبدَين جنائزيين، بالإضافة إلى هرم صغير، وكذلك مقابر مصطبة صغيرة.
يُعد هرم خوفو أشهر المعالم الأثرية حول العالم، ويُعتبر هذا الهيكل الضخم بمرافقه الداخلية وأبعاده بناءً مذهلًا، إذ تبلغ مساحة الهرم باستثناء الغرف الداخلية والقاعدة الصخرية 2.3 مليون متر مكعب، وقياس قاعدته يبلغ 227.5 مترًا، كما يصل ارتفاعه الرأسي إلى 137.2 متر.
هرم منقرع:
يُشكّل الهرم الثالث الرئيسي من أهرامات الجيزة، وتمّ تشييده ليكون قبرًا للفرعون منقرع، كما يُعدّ أصغر أهرامات الجيزة الثلاثة من حيث الحجم، ومع ذلك يُعتبر هيكلًا ضخمًا بارتفاع رأسي يصل إلى 62 مترًا، وقياس قاعدته يصل إلى 108 مترًا.
بُني الهرم من الحجارة الجيرية الكبيرة، ويُذكر أنّه على الجهة الجنوبية للهرم يتواجد 3 أهرامات صغيرة وغير مُكتملة البناء، وهي تُشكّل قبورًا لأقارب الفرعون منقرع.
هرم جددف رع:
يقع هرم جددف رع في منطقة أبو رواش، ممّا يجعله أقرب الأهرامات إلى شمال مصر، وقد بناه الملك دجيدف رع وهو ابن وخليفة خوفو، كما عُدّ هرم جددف رع أحد أكبر الأهرامات في مصر قديمًا، ولم يتبقَ منه إلى الآن إلّا مجرد أنقاض، وعلى الرغم من اعتقاد علماء الآثار قديمًا أنّ الهرم لم يكتمل بناؤه، فإنّ علماء الآثار الحاليين يُؤكّدون على أنّه كان مُكتملًا ويساوي حجمه حجم هرم منقرع وهو ثالث أكبر أهرامات الجيزة.
يُعتقد أيضًا أنّ هرم جددف رع كان يُعدّ أجمل الأهرامات المصرية، وذلك لواجهته الخارجية المبنية من الجرانيت المصقول والحجر الجيري، كما يُرجّح البعض أنّ جماله كان سببًا في تفكيك الإمبراطورية الرومانية له، وذلك أثناء حُكم أغسطس قيصر بهدف القيام بمشاريع بناء خاصّة بهم؛ وذلك بعد غزو مصر، ويجدر بالذكر أنّ الاسم القديم للهرم كان سماء دجيدف رع المُرصّعة بالنجوم.

أهمية اهرامات مصر

تعد الأهرامات مصدرًا للجذب السياحي في جمهورية مصر، إذ بلغ عدد السياح في عام 2010 نحو 14.7 مليون سائح، أما في عام 2013 فقد بلغ عدد السياح نحو 10 ملايين سائح، مع العلم أن السياحة تمثل مصدر دخل كبير لمصر.

تعكس الأهرامات ثقافة الفلاحين المصريين القدامى، وعظمة بنائهم للأهرامات بشكل هائل ودقيق وبأدوات برونزية ونحاسية فقط.يوجد في داخل الهرم الأكبر عدة ممرات تؤدي إلى غرفة الملك، وهي تبدأ بممر ضيق وتصاعدي ومن ثم ممر أطول من الممر السابق، ويُطلق عليه اسم “المعرض الكبير”.
تحتوي غرفة الملك في الهرم الأكبر على تابوت الملك؛ وهو تابوت ضخم ومثبت على الأرض ومصنوع من الجرانيت، ويعتقد أنه كان يحتوي على مومياء الملك.

محتوي الاهرامات من الداخل:

يحتوي هرم خفرع من الداخل على غرفة دفن واحدة، بالإضافة إلى غرفة صغيرة وممران.
ويوجد في قاعدة هرم خفرع معبد جنائزي مليء بتماثيل الملك؛ حيث أنه كان يحتوي على ما يزيد عن 52 صورة ملأت الهيكل.
يحتوي هرم منقرع على غرفة تم نحتها بألواح خزفية، بالإضافة إلى غرفة أخرى تحتوي على 6 محاريب كبيرة، كما يحتوي الهرم على غرفة دفن مبطنة بالعديد من كتل الجرانيت الضخمة، وكان يضم الهرم تابوت حجري أسود وهو منحوت على ألواح متشابكة، إلا أنه نُقل إلى إنجلترا فيما بعد
يضم هرم منقرع معابد الوادي ومعبد جنائزي.
يُعزى اختيار المصريين القدامى لضفة النيل الغربية كموقع لبناء الأهرامات إلى اعتقادهم الروحي أنّ الجهة الغربية تُمثّل عالم الموتى وذلك لغروب الشمس فيها، فبنوا مقابرهم غربًا، أمّا الجهة الشرقية حيث تُشرق الشمس فتُمثّل عالم الأحياء، فقاموا بتأسيس مُدنهم هناك، ولم تكن جهة الغرب هي المعيار الوحيد لتحديد الموقع، بل إنّ ارتفاع الأرض كان شرطًا أساسيًا؛ وذلك لتجنّب تعرّضها للمياه جرّاء فيضان نهر النيل.
يُؤخذ بعين الاعتبار كذلك قرب الموقع من نهر النيل؛ بهدف تسهيل نقل كتل الحجر الجيري ذو الجودة العالية، والذي كان يُستعمل في بناء الهرم على الضفة الأخرى من النهر، كما اختُير الموقع على بقعة صخرية قوية من الهضبة الصحراوية، وذلك لتحمل وزن الأهرامات دون خطر الانهيار أو التصدّع، فضلًا عن مراعاة قُربها من العاصمة؛ وذلك كي يسهل على الملك زيارتها ومتابعة تقدّم العمل بشكل مستمر.

هنالك معتقدات أخرى لدى المصرييين القدامى:
يُعزى اختيار المصريين القدامى لضفة النيل الغربية كموقع لبناء الأهرامات إلى اعتقادهم الروحي أنّ الجهة الغربية تُمثّل عالم الموتى وذلك لغروب الشمس فيها، فبنوا مقابرهم غربًا، أمّا الجهة الشرقية حيث تُشرق الشمس فتُمثّل عالم الأحياء، فقاموا بتأسيس مُدنهم هناك، ولم تكن جهة الغرب هي المعيار الوحيد لتحديد الموقع، بل إنّ ارتفاع الأرض كان شرطًا أساسيًا؛ وذلك لتجنّب تعرّضها للمياه جرّاء فيضان نهر النيل.
يُؤخذ بعين الاعتبار كذلك قرب الموقع من نهر النيل؛ بهدف تسهيل نقل كتل الحجر الجيري ذو الجودة العالية، والذي كان يُستعمل في بناء الهرم على الضفة الأخرى من النهر، كما اختُير الموقع على بقعة صخرية قوية من الهضبة الصحراوية، وذلك لتحمل وزن الأهرامات دون خطر الانهيار أو التصدّع، فضلًا عن مراعاة قُربها من العاصمة؛ وذلك كي يسهل على الملك زيارتها ومتابعة تقدّم العمل بشكل مستمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى