حوار

توب سينما تنفرد بحوار القرن مع أفضل مخرج سينمائي في السودان

خاص / توب سينما

ظل السودان منبتا خصبا للنجوم في مختلف المجالات الفنية والسياسية والرياضية ، وفي إطار تسليط الضوء على بريق بعض نجومنا خصص في موقع و صحيفة (توب سينما) مساحات واسعة للحوار والجلوس مع هؤلاء النجوم .

ضيفنا اليوم مخرج سينمائي محترف ، يعتبر من أحد الشباب المؤثرين والملهمين والمساهمين في الطفرة النوعية في مجال الإخراج برؤية شبابية حديثة ، حاز على عدد كبير من الجوائز المحلية والعالمية من ضمنها جائزة النيل في الاخراج السينمائي بجمهورية مصر العربية 2024 وجائزة افضل مخرج في السودان للعام 2020م
حائز علي الاقامة الذهبية بدولة الامارات العربية المتحدة ؛ قام بإخراج العديد من الأعمال الفنية منها ( البرامج التلفزيونية، الدراما ، الأفلام الوثائقية، الأفلام القصيرة، الإعلانات التلفزيونية ، الفيديو كليب ).

المخرج السوداني عثمان دياب الذي سخر وقته وخبرته ليخلق مساراً جديداً يهدف إلي تطوير وتدريب الشباب لمواكبة صناعة الأفلام العالمية ،حيث قام بتقديم عدد من الدورات التدريبية المعتمدة في الإخراج السينمائي والتلفزيوني.

أهلا وسهلا بك الاستاذ عثمان دياب

– مرحب بيكم صحيفة توب سينما .

أستاذ عثمان حدثنا عن بداياتك في مجال الاخراج وكيف ولجت لهذا المجال؟

انا درست في جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا كلية الموسيقي والدراما
تخصص اخراج تلفزيوني يمكن القول ان بدايتي كانت عبر الإخراج الدرامي مع مجموعة فضيل المسرحية سلسلة (عرس فضيل) وسلسلة (حكايات إنسانية) وقبلها كان لي عدد من الاعمال .

لك تجربة في الإخراج البرامجي .. حدثنا عنها ؟

نعم .. الإخراج البرامجي يتطلب سرعة في الإنتاج وتحمل ضغط العمل المستمر، خاصة في البرامج المباشرة أو التي تُعرض بشكل دوري ، يجب على المخرج أن يكون مرناً وسريع البديهة للتعامل مع التغيرات المفاجئة والتفاعل مع الجمهور مباشرةً ، عملت في الإخراج البرامجي بقناة النيل الأزرق برنامج (رفيق الخير) برنامج اجتماعي لدعم الأسر الضعيفة ثم قناة البلد في برنامج (سودان الهوية) الذي يعكس الهوية السودانية والثقافة والتعايش السلمي في السودان .

تجربتك في الاخراج السينمائي ؟

الإخراج السينمائي يتطلب دقة أكبر في التفاصيل ووقتاً أطول للتحضير والتصوير. الإخراج السينمائي يتعامل مع رؤية فنية تحتاج إلى تجسيدها بشكل متكامل من خلال الزوايا، الإضاءة، الأداء التمثيلي، والمؤثرات الخاصة كما أن السينما تتطلب تخطيطاً مفصلاً لكل مشهد، والتعامل مع فريق أكبر وربما مواقع تصوير متعددة.
بالتالي، يمكن القول إن كلا النوعين يتطلبان مهارات عالية، ولكن التحديات تختلف بناءً على طبيعة كل نوع من الإخراج.

ماذا تقول في السينما السودانية ؟

السينما السودانية تتميز بتاريخ طويل ولكنه متقلب، حيث عانت من قلة الإنتاج بسبب التحديات الاقتصادية والسياسية. على عكس السينما العربية في دول مثل مصر، التي تمتعت بدعم أكبر وتاريخ غني بالإنتاجات السينمائية. رغم ذلك، شهدت السينما السودانية مؤخرًا نهضة مع ظهور أفلام جديدة تحظى باهتمام دولي كبير

مكثت فترة طويلة بالملكة العربية السعودية .. حدثنا عن السينما هناك؟

من خلال فترة تواجدي بالمملكة العربية السعودية لاحظت تطورًا هائلًا في مجال السينما السعودية. المملكة تشهد نهضة فنية وسينمائية غير مسبوقة، وهذا يتماشى مع رؤية 2030م التي تدعم وتشجع على التنوع الثقافي والفني. السينما السعودية اليوم ليست مجرد صناعة ناشئة، بل هي مجال يزدهر بسرعة ويظهر إبداعات فنية قادرة على المنافسة على الساحة العالمية.

المملكة تستثمر في البنية التحتية السينمائية، وتدعم المواهب الشابة من خلال فرص التعليم والتدريب والتمويل. إضافة إلى ذلك، ما يميز السينما السعودية هو قدرتها على طرح قصص تنبع من واقع المجتمع السعودي، وفي نفس الوقت تحمل أبعادًا إنسانية عالمية تجعلها قابلة للتواصل مع جمهور دولي.

أعتقد أن السينما السعودية في طريقها لأن تكون لاعباً أساسياً في الصناعة العالمية، ومع هذا الزخم والدعم، نحن على أعتاب مشاهدة أعمال سينمائية سعودية تحصد الجوائز وترفع اسم المملكة عالياً على الساحة الدولية.

استاذ عثمان دياب لك تجربة مع (الفيديو كليب) والافلام القصيرة ؟

نعم قمت بإخراج أغنية “بلد الغرابة” مع الفنان صديق عمر و “جيش العزة” مع الفنان الشاب عبدالسلام حمد ، وفي مجال الافلام القصيرة فيلم (العم رمضان) وفيلم (الزيو كتار) و (سودان الكرم) وفيلم (الرعب لحن الجن)

استاذ عثمان دياب دعنا نتعرف على قدوتك في مجال الاخراج السينمائي؟

بالنسبة للسينما العالمية، قدوتي في الإخراج هو ستيفن سبيلبرغ. هذا المخرج استطاع من خلال أفلامه أن ينقل لنا قصصاً تأسر القلوب وتظل محفورة في الذاكرة لسنوات. أعماله مثل “قائمة شندلر” و”الحديقة الجوراسية” ليست فقط أفلام ناجحة، بل أصبحت رموزًا في عالم السينما، وألهمت أجيالاً من المخرجين، وأنا منهم ؛ أما على المستوى العربي، فلا شك أن يوسف شاهين هو الذي ألهمني. هذا المخرج العظيم نجح في إيصال السينما العربية إلى العالمية، وأفلامه مثل “المصير” و”باب الحديد” أثرت فيّ بشكل كبير وشكلت رؤيتي الفنية.

ماهو طموحك في الفترة القادمة ؟

رؤيتي المستقبلية في المجال السينمائي تتضمن تقديم أعمال تحاكي قضايا المجتمع بعمق وإبراز الهوية الثقافية بأسلوب مبدع ومؤثر. أطمح أيضاً إلى الدمج بين تقنيات السينما الحديثة والأساليب التقليدية في السرد، لخلق تجربة سينمائية فريدة. لكن طموحي لا يتوقف عند هذا الحد، فأنا أهدف إلى المشاركة في هوليوود، حيث أرى أن هناك فرصة لإيصال قصصنا المحلية إلى جمهور عالمي، وتقديم رؤية جديدة تنبع من ثقافتنا، ولكن بروح عالمية. أؤمن بأن السينما يمكن أن تكون جسراً يربط بين الثقافات، وأتطلع لأن أكون جزءاً من هذا الجسر.

رسالة أخيرة للشعب السوداني الذي يعيش هذه الأيام ظروف الحرب اللعينة ؟

اولا ندعو الله أن يتعافى سوداننا من ويلات الحرب، وأن تنتصر قواتنا المسلحة في حماية الوطن ودحر أعدائه، لتظل راية السودان خفاقة عالية، ويعم السلام والاستقرار أرضنا الحبيبة. أملي في السودان ثابت ، مهما كانت التحديات، أنا واثق أن السودان قادر على النهوض والتطور بقوة شعبه وإرادته.
الوطن الآن في حاجة ماسة لإبداعات أبنائه. أدعو كل فنان ومبدع سوداني إلى المساهمة في إثراء روح الوطنية من خلال أعمال فنية تعكس حبهم للسودان وتعزز قيم الوحدة والانتماء في قلوب الجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى