محبي افلام الوسترن يدركون جيدا ان أعظم موسيقار صور هذه الأفلاج وجعلها ناجحة للغاية هو انيو موريكوني وقد لمس الناس ذلك في أفلام المخرج الراحل سيرجيو ليون ومنها انطلقت مسيرة النجوم كلينت استوود ولي فإن كليفت… توب سينما تتزكر أعمال الموسيقار الراحل وتكتب عن أعماله توثيقا للأجيال التي لا تعرف هذا النوع من الفن الراقي…
حفنة من الدولارات :_
شهد عام 1964 إنتاج فيلم “حفنة من الدولارات” (A Fistful of Dollars) ليكون نقطة البداية لانطلاق تجربة إنيو موريكوني الموسيقية السينمائية المتفردة، بموسيقاه الساحرة في أفلام الغرب الأميركي “الويسترن” التي أخرجها رفيق دربه سيرجيو ليوني في ستينيات القرن الماضي. وعُرفت بموسيقى “الويسترن سباغيتي” التي أبهرت الجمهور وهو يشاهد راعي البقر الغامض “رجل بلا اسم” (كلينت إيستوود) يتهادى شاهرا مسدسه وسط بلدة تكساس الريفية في القرن 19، على إيقاع خلطة موسيقية مدهشة تشكلت من العناصر السيمفونية والطلقات النارية والقيثارات والأجراس وترانيم الكورال وصفير آلة الفلوت؛ لتصبح أول موسيقى تصويرية لا تُنسى في تاريخ السينما، وتؤهل موريكوني للصعود عالميا.
من أجل حفنة أخرى من الدولارات
في العام التالي 1965، وبعد النجاح المذهل الذي حققه، يجد موريكوني الطريق ممهدا لاستكمال تجربته الفريدة مع الفريق نفسه: ليوني مخرجا وايستوود نجما؛ فيؤلف موسيقى فيلم “من أجل حفنة دولارات أخرى” (For a Few Dollars More)، ولكن بمزيد من العبقرية جعلتها تكتسح العالم، حتى وصفها “ليوني” بأنها “لا بديل عنها”، وكان يطلب منه تأليف الموسيقى قبل التصوير حتى يصمم مشاهد الفيلم بوحي منها.
الطيب والشرير والقبيح :
يأتي عام 1966، ويمضي موريكوني نحو القمة بالعمل الثالث له مع فريق “الويسترن سباغيتي”: ليوني وايستوود، ضمن ما سُمي وقتها “بثلاثية الدولارات”؛ بتقديمه موسيقاه الأكثر شهرة في فيلم “الطيب والشرير والقبيح” (The Good, the Bad and the Ugly)، بألحانها الموضوعية الكلاسيكية مع القيثارات الكهربائية والصرخات الصوتية الدرامية التي تحاكي عواء الذئاب. حتى صارت أيقونة ارتبطت باسم موريكوني، وتخطت شهرتها الفيلم الذي حل في المرتبة التاسعة بقائمة موقع “آي إم دي بي” لأعظم 250 فيلما في التاريخ، وما تزال “أوركسترات” العالم تعزفها حتى اليوم.