في اعتقادي أن المخرج المصري جمال عبد الحميد مخرج من طراز متميز كنت قد تحدثت قبل فترة في روز اليوسف عن المخرج مصطفى الشال وما قدمه للدراما التاريخية من أعمال مع النجم القدير حسن يوسف واجد نفسي في غاية الفرح والسرور وانا اتحدث عن مخرج قدير كالمخرج جمال عبد الحميد الذي تحدثت أعماله عنه وعبرت بصدق عن رجل مبدع من الطراز الفريد وله مدرسة تخصه وحده فيها من الثقة الكثير ومن الإبداع ما أخذ الباب عشاق الدراما المصرية بشكل كبير للغاية وهو يقدم الصورة الاخراجية برؤية خاصة جداً.
يعتبر جمال عبد الحميد واحد من أهم مخرجي الدراما في مصر وقد قدم أعمال أبرزت البئية المصرية بصورة واقعية في الأعمال التي قدمها كمسلسل أرابيسك وزيزينا وحلم الجنوبي وعلى بابا والأربعين حرامي ضمن سلسلة ألف ليلة وليلة وسوف ناتي لاحقا في هذا المقال لنناقش واحد من أهم أعماله وهو مسلسل ريا وسكينة للكاتب الكبير صلاح عيسي.
قدم جمال فوازير رمضان مع الفنانة نيللي في فوازير عالم ورق ورق ورق ومع شيريهان في حاجات ومحتاجات وكانت الرؤية الإخراجية لهذا المبدع في تجدد مستمر من خلال العديد من الأعمال التي لاقت نجاح منقطع النظير منها بنت من شبرا وقيود من نار والعندليب حكاية شعب والامبراطور ومسرحيات الملك لير للنجم يحيى الفخراني واه ياغجر وشي في صبري والعديد من الاعمال التي كان لها ما بعدها في مسيرة هذا المخرج.
ومحطة ريا وسكينة كانت اختبار لواقعية هذا المخرج وهو يعد لواحد من أهم أعماله عن قصة الكاتب الكبير صلاح عيسى من رجال ريا وسكينة والتي أعد لها السيناريو السيناريست مصطفى محرم حيث تميز هذا العمل عن غيره باستصحاب البئية في الإسكندرية في عشرينات القرن الماضي مكان حدوث هذه الجرائم المشهورة فكان أن عبر المخرج إلى بوابة النجاح من خلال هذا العمل الذي أنتجته مجموعة العدلي قروب.
ثم إن الاختيار الموفق لنجوم العمل كان بداية حقيقية لنجاحه التي استمرت قرابة ثمانية عشر عاماً مدة إنتاج العمل ومازال يعرض في الفضائيات من بطولة عبلة كامل سمية الخشاب سامي العدل أحمد ماهر صلاح عبد الله دينا محمد الشقنقيري رجاء عبد الله محمد الصاوي وعدد كبير من نجوم الصف الثاني للدراما المصرية حيث تم تجهيز حي اللبان وحارة على بك الكبير بديكورات تتناسب مع تلك الفترة حيث دارت قصة ريا وسكينة في هذه الاحياء وفقاً للمادة التاريخية التي كانت سمة للنص. أجاد فريق العمل الأداء بصورة احترافية مكنت من إنتاج مسلسل مكتمل الأركان وقدم مادة راقية وممتعة للقصة التي كتبها الراحل صلاح عيسى من خلال محضر بوليس اللبان الذي دارت فيه القصة أعلاه.
استطاع جمال عبد الحميد أن يقفز بسلم النجاح درجات متعددة لما قدمه من أعمال واقعية كانت تضيف في مسيرته كمخرج وقدم في ذات العمل شخصية محمد السمني الذي قام بايجار غرفة سكينة التي ارتكبت فيها جريمتي قتل واستطاع بحنكة وخبرة أن يصل إلى ما يريد في عالم الإخراج ويصنع مدرسته الخاصة.